من طرف وانا استمع هذا اليوم لكلمة ابراهيم الجعفري زعيم تيار الاصلاح في التحالف الوطني الذي شكلته الجارة ايران ! وهو يذهب الى ترشيح المجرم جلال الطالباني لرئاسة الجمهورية ودعم تحالفهم له ! رجعت بيّ الذاكرة الى عام 2005 حين تسلم الجعفري رئاسة الوزراء وبعد مضي ثمانية اشهر او اقل من ذلك ، اعترضت عليه كتلة التحالف الكردية لتقذف به خارج السرب ، ثم يأتي مرشح التسوية نوري المالكي بدلا عنه . والكتلة الوحيدة التي اصرت على طرد الجعفري من منصبه وتعاملت معه بقساوة مفرطة هي الكتلة الكردية الامر الذي جعل من ابراهيم الجعفري ان ينتابه الحزن العميق ليذهب بامواله الطائلة التي نزلت عليه بين ليلة وضحاها وبقدرة قادر ! لينشأ فضائية باسم ( بلادي) ، وان يقترب من ابناء الشعب العراقي وبخاصة الفقراء منهم ويبذخ بتوزيع الهدايا وثمة اشياء كثيرة لا مجال لذكرها في هذه العجالة من الكتابة التي احببت ان اذكره فقط وقد تنفع الذكرى !
ما حصل اليوم وما سيحصل غدا هو مسلسل لتدمير العراق من قبل ما يسمى بزبلعية التحالف الوطني الايراني مع التحالف الكردي الذي يتمتع بدولته المستقلة بكل شيء لكن اسمه في الدستور ( اقليم ) ! وهذا ما يعرفه جيدا المالكي والجعفري وغيرهم من حثالات التحالف الوطني ، هذه الحثالات حين اطلت علينا اليوم من شاشات الفضائيات وهي تستمع خاشعة لكلمة الجعفري والمالكي ومن تلاهم من الايرانيين ، كانت وجوههم كالتالي : قبيحة ، نتنة ، تنضح خسة ونذالة ، مستشفية بقتل العراقيين عبر السيارات المفخخة ، وجوه لا تحلم بيوم من الايام ان تتسلم منصب داخل شركة او معمل ! فكيف بها وهي تتسلم اعلى سلطة في الدولة العراقية الجديدة التي شيدها الامريكان على انقاض الدكتاتورية !
وجوه التحالف الوطني من على شاشات الفضائيات تنذر باشياء خطيرة ستحدث على الرغم من تقاسم السلطة مع الاحزاب الكردية العميلة التي تعتاش على نفط الجنوب في البصرة ، بينما اهالي مدينة البصرة لا يستطيعون الحصول على ماء الشرب الصافي ! وحكومتهم الشيعية وقعت على بياض على الورقة الكردية التي سوف تذهب الى تقسيم العراق حسب ما نصت فقراتهم التسعة عشر !
اما نساء التحالف الوطني اللواتي كن جالسات في ذلك المؤتمر اليوم وبعد ان اثنى عليهن ابراهيم الجعفري في بخس حقوقهن ، فهن اشبه ( بالسعلوات ) الماردات ! تتقدمهن صفية السهيل بتسرحيتها الجديدة والتي لم تحصل الا على الف صوت مكنتها لان تصل الى قبة البرلمان ، اما الباقيات الملثمات فكانت القباحة مستاثرة في وجوههن بطريقة واضحة ، حتى اني حين شاهدت المنظر بصقت على شاشة التلفزيون وبقوة ، متسائلاً كيف لشعب مثل الشعب العراقي ان ينتخب هذه الوجوه القذرة !
لقد غاب عن هذا الاجتماع المجلس الاعلى وزعيمه عمار الحكيم الذي يتخذ موقفاً حاسماً على ما يبدو وليست فيه ثمة تراجع ، اما هادي العامري صاحب منظمة بدر وهي الجناح العسكري للمجلس الاعلى فكان حاضراً مع قادة التحالف الخرنكعية ، وعلى ما يبدو باوامر ايرانية صرفة كان حضوره !
المشكلة الحقيقة تكمن في ان هذا التحالف الايراني سيكون تحالفه مع الاكراد لتشكيل الحكومة الامر الذي يعني المزيد من القتل وسفك الدماء العراقية البريئة ، ما دام الطالباني سيعود الى منصبه الذي وعلى ما يبدو محجوز له من قبل قشامر التحالف الوطني ! ولعل تهديدات المالكي اليوم في ذهابه الى البرلمان يوم غد وكشف المؤامرة على حد قوله ، فلم تكن ثمة مؤامرة غير التي ابتدعتها انت ايها المالكي بالتفافك على الدستور والضغط الايراني على تيار الصدر الذي بات لا يثق به الشعب العراقي وتمسكك الاعمى بالسلطة ، لست ممن يدافعون عن القائمة العراقية ولا احب ممثليها فهم لم يختلفوا عن زبلعية التحالف الوطني لا بل هم اكثر زبلعية منهم ! لكن ارضاء القائمة العراقية يعني توقف العنف والموت للعراقيين وتوقف السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة ، وهذا يعني استقرار وطننا العراق من مهازل ساسته الجدد ، فالى اين سوف يذهب بالعراق زبلعية التحالف الوطني !!
الزبلعية : كلمة كان يرددها الشاعر عبد الوهاب البياتي على اعوان ولوكية نظام صدام المجرم