إعادة نشر بمناسبة ولادة حكومة جديدة نرجو أن تعيد لنا أيام الوطن باسم سعيد
...............
العنوان أعلاه ليس من شريط سينمائي يصور حياة السويسريين أو المترفين وهم يترنمون بحياتهم في اوطانهم الآمنة.. بل سأفاجئكم حين أقول انه مقطع من اغنية عراقية تعود إلى مطلع السبعينيات من القرن العشرين باداء الفنان الدكتور فاضل عواد.
أغنية عجيبة لأن كلماتها الآن أصبحت من الخيال الجامح غير قابل للتصديق
مَن من العراقيين الآن يجرؤ على ان يحلم بهذه العبارة.. مجرد حلم
حين تسمعون هذه الأغنية ستجدون الفرق الجوهري بين ثقافة السبعينيات والجو العام في الوطن حينذاك والآن، وأقول الجو العام وليس الخاص .. ولكن الجو العام الذي كنا نعيش فيه كان آمناً وكان اكثرنا مطمئناً لغده.. ويجد لرأسه مكانً حين يريد أن ينام او ان يمشي في الشارع فلا يضطر ان يخبأ رأسه خشية قناص او مفخخة تطيح به إلى صندوق موز تالف.
أسمع كل يوم هذه الأغنية واسترجع الذاكرة إلى تلك الأيام.. الوطن باسم سعيد
فلاش باك إلى ذلك الزمن
لنا شوارع نظيفة
لنا مستشفيات متقدمة بقياسات ذلك الزمن
لنا جامعات متقدمة
لنا نواد نتسامر فيها
لنا أبي نؤاس نسهر على شواطئها
لنا بارات تتحمل سكرنا
لنا كورنيش يحضن عشاقنا
لنا الوزيرية تحتضن طيشنا
لنا مقاهي الأعظمية والكريعات
لنا أسواق الكاظم والأستربادي
لنا شلالات كلي علي بك وبيخال وألوان زاهية لفتيات يلبسن فساتين الربيع
لنا الموصل وهي تحتضن وفود الزيارة إلى نبي يونس
لنا كربلاء والنجف تحتضنان الملايين في عاشوراء
لنا سامراء بقبتها الذهبية
لنا البصرة العزيزة.. تلك البصرة التي كان الناس يتفاخرون بان قضوا شهر عسلهم في العشار
لنا الحبانية ولنا... ولنا..
لنا بيوت بأسيجة غير عالية فنجلس في الحديقة ونرى الناس يمرون ويسلمون علينا
لنا غد ننتظره لأنه اجمل من اليوم
ألا يستحق ذلك كله بان نقول.. الوطن باسم سعيد !!
أنتهى فلاش باك
لو أردنا ان نتكتب شيئاً الآن لوصف الوطن ماذا نقول..
لنا حكومة حائرة
لنا خطة امنية فاشلة
لنا سيارات مفخخة في كل مكان
لنا 25 مليون لغم موزع في العراق (لغم لكل عراقي)
لنا أكثر من 147 حزبا وجماعة متناحرة
لنا دستور يدعو لتقسيم الوطن
لنا شوارع تنافس المقابر
لنا أجساد بلا رؤوس
لنا روؤؤس بلا هوية
لنا شعب عطشان وهو ينظر إلى دجلة
لنا شعب يحلم بماء عذب وهو يتحسر على الفرات
لنا نخيل لا يحمل التمر
لنا أرحام تحمل أجنة مشوهة
لنا اكبر نسبة مرضى سرطان الدم في العالم
لنا عداوات مع الجميع
لنا اكبر جالية مهاجرة ومنتشرة في بلاد الغربة
لنا اكبر حقول النفط ونحن نستورد النفط والبنزين
لنا شباب لا يجدون غير المخدرات طريقاً للخلاص
لنا إرهاب يفتك حتى بالخبازين والجزارين
لنا اكبر نسبة فساد إداري في العالم
لنا شهادات علمية مزورة
ولنا أحتلال يراقب حتى انفاسنا
لنا سجون ملئانة بمعتقلين وقد سلبت إنسانيتهم
لنا مقابر جماعية في كل شارع ومدينة
لنا ذكريات حزينة كل يوم
لنا امس أفضل من اليوم
ثم ماذا !!
المدهش في كلمات تلك الأغنية أن مقاطعها كلها مليئة بالفرح والتفاؤل حتى تبلغ الأغنية الذروة بقول المطرب
مثل ما ردنا لكينا.. لكينا
أي نعيم هذا.. ان تعيش في وطن كل شيء فيه مثلما تريد
ولكننا نعيش الآن وطنا كل شيء فيه مثلما يريده اعدائه.
...............
الأغنية هي :حاسبينك من كلمات الراحل زامل سعيد فتاح
...............
العنوان أعلاه ليس من شريط سينمائي يصور حياة السويسريين أو المترفين وهم يترنمون بحياتهم في اوطانهم الآمنة.. بل سأفاجئكم حين أقول انه مقطع من اغنية عراقية تعود إلى مطلع السبعينيات من القرن العشرين باداء الفنان الدكتور فاضل عواد.
أغنية عجيبة لأن كلماتها الآن أصبحت من الخيال الجامح غير قابل للتصديق
مَن من العراقيين الآن يجرؤ على ان يحلم بهذه العبارة.. مجرد حلم
حين تسمعون هذه الأغنية ستجدون الفرق الجوهري بين ثقافة السبعينيات والجو العام في الوطن حينذاك والآن، وأقول الجو العام وليس الخاص .. ولكن الجو العام الذي كنا نعيش فيه كان آمناً وكان اكثرنا مطمئناً لغده.. ويجد لرأسه مكانً حين يريد أن ينام او ان يمشي في الشارع فلا يضطر ان يخبأ رأسه خشية قناص او مفخخة تطيح به إلى صندوق موز تالف.
أسمع كل يوم هذه الأغنية واسترجع الذاكرة إلى تلك الأيام.. الوطن باسم سعيد
فلاش باك إلى ذلك الزمن
لنا شوارع نظيفة
لنا مستشفيات متقدمة بقياسات ذلك الزمن
لنا جامعات متقدمة
لنا نواد نتسامر فيها
لنا أبي نؤاس نسهر على شواطئها
لنا بارات تتحمل سكرنا
لنا كورنيش يحضن عشاقنا
لنا الوزيرية تحتضن طيشنا
لنا مقاهي الأعظمية والكريعات
لنا أسواق الكاظم والأستربادي
لنا شلالات كلي علي بك وبيخال وألوان زاهية لفتيات يلبسن فساتين الربيع
لنا الموصل وهي تحتضن وفود الزيارة إلى نبي يونس
لنا كربلاء والنجف تحتضنان الملايين في عاشوراء
لنا سامراء بقبتها الذهبية
لنا البصرة العزيزة.. تلك البصرة التي كان الناس يتفاخرون بان قضوا شهر عسلهم في العشار
لنا الحبانية ولنا... ولنا..
لنا بيوت بأسيجة غير عالية فنجلس في الحديقة ونرى الناس يمرون ويسلمون علينا
لنا غد ننتظره لأنه اجمل من اليوم
ألا يستحق ذلك كله بان نقول.. الوطن باسم سعيد !!
أنتهى فلاش باك
لو أردنا ان نتكتب شيئاً الآن لوصف الوطن ماذا نقول..
لنا حكومة حائرة
لنا خطة امنية فاشلة
لنا سيارات مفخخة في كل مكان
لنا 25 مليون لغم موزع في العراق (لغم لكل عراقي)
لنا أكثر من 147 حزبا وجماعة متناحرة
لنا دستور يدعو لتقسيم الوطن
لنا شوارع تنافس المقابر
لنا أجساد بلا رؤوس
لنا روؤؤس بلا هوية
لنا شعب عطشان وهو ينظر إلى دجلة
لنا شعب يحلم بماء عذب وهو يتحسر على الفرات
لنا نخيل لا يحمل التمر
لنا أرحام تحمل أجنة مشوهة
لنا اكبر نسبة مرضى سرطان الدم في العالم
لنا عداوات مع الجميع
لنا اكبر جالية مهاجرة ومنتشرة في بلاد الغربة
لنا اكبر حقول النفط ونحن نستورد النفط والبنزين
لنا شباب لا يجدون غير المخدرات طريقاً للخلاص
لنا إرهاب يفتك حتى بالخبازين والجزارين
لنا اكبر نسبة فساد إداري في العالم
لنا شهادات علمية مزورة
ولنا أحتلال يراقب حتى انفاسنا
لنا سجون ملئانة بمعتقلين وقد سلبت إنسانيتهم
لنا مقابر جماعية في كل شارع ومدينة
لنا ذكريات حزينة كل يوم
لنا امس أفضل من اليوم
ثم ماذا !!
المدهش في كلمات تلك الأغنية أن مقاطعها كلها مليئة بالفرح والتفاؤل حتى تبلغ الأغنية الذروة بقول المطرب
مثل ما ردنا لكينا.. لكينا
أي نعيم هذا.. ان تعيش في وطن كل شيء فيه مثلما تريد
ولكننا نعيش الآن وطنا كل شيء فيه مثلما يريده اعدائه.
...............
الأغنية هي :حاسبينك من كلمات الراحل زامل سعيد فتاح