لقد اكثرنا من التطرق الى حدود وطبيعة العلاقة بين ايران والذين سادوا العراق بعد سقوط النظام السابق . وأشّرنا الخوف من تحول البلاد الى ( كانتون ) إيراني . ولم نجد ثمة حاجة لإستذكار جميع الوقائع المشهودة على مدى سبع سنوات لإقامة الدليل على خوفنــا المشروع ذلك ، ولكن لابد من الإشارة الى البعض من تلك الوقائع لأنه كان حجر الأساس في اخراج هذا المسلسل الذي تمثل حلقاته الراهنة التجاوزات الوقحة على قيم التحضر والتمدن التي اكتسبها العراقيون ، منذ تأسيس دولتهم الحديثة سنة 1921... قيَم تفاعلوا معها في مسيرة الحداثة والتطور جنباً الى جنب مع بقية الشعوب التواقة للحرية والتحضر . وكان للعراق رواده واعلامه ، في مختلف حقول الفن ، من الموسيقى والمسرح والنحت والرسم وغيرها . وعلى قدم المساواة ، كانت تقف الحركة الأدبية الصاعدة التي تتوجت بجمعياتها ونقاباتها ومنتدياتها ، وفي طليعتها إتحاد الكتاب والأدباء الذي كان دائماً هوية المثقفين العراقيين ، ورمزهم الأمثل وسط الحركة الثقافية العربية .
حمل العديد من الشعراء والموسيقيين العراقيين رسالة العراق الى الدول الأوربية وتعرفت شعوب تلك الدول على قدرات ابناء العراق ، في التعبير عن ثقافتهم وعن حبهم للحرية والتطور . ولنا في ذلك خير مثال في الشاعر الأكبر الجواهري الذي جلجل صوته عبر قصائده العصماء طيلة سنوات الهجر الممض ، وهكذا كان الحال مع الشاعر الكبير (عبدالوهاب البياتي) والموسيقار العراقي منير بشير الذي حمل الموسيقى العراقية الى مسارح الغرب . وفي هذه الأيام نتابع اخبار اعمال مسرحية عراقية يقوم بها شبابنا المغترب في دول اسكندنافية .
فإين يقف جند الظلام الذين ارتهنوا النظام الإيراني وحملوا منه رسالة التخلف والخرف ليتولوا مهمة اطفاء اسرجة الضياء في وطننا العراق ..أين يقف هؤلاء من ما قاله الحكماء والجهابذة بأن " الشعوب تقاس بفنها " و " اعطني خبزاً ومسرحاً اعطيك شعباً مثقفاً " ونحن نقول : كل جميل في الحياة هو موسيقى ، وكل متألق هو فنان فـي حقله . فكلمة الفن لها مدلول واسع وعميق المعنى في جميع مناحي الحياة ، وحتى يمكن القول بأن رجل الدين الفلاني كان فناناً في القاء بحثه الديني او رسالته الدينية . وما معناه كان ذكياً متألقاً ومحاججاً وهلم جرا . إذاً ، الفن يزيّن الصورة والمَشاهـد ويكسبها بعداً ستاتيكياً ، ولايراها مشوهة الا من يعاني من الشوه والشذوذ في خلقه وفي طريقة تفكيره ومروَّض على نظرة التعامي الى الحياة .
وفي ضوء العلاقة العضوية والفطرية بين الفنون وأحاسيس الإنسان ، يكون مرائياً وكاذباً كل من ادعى كره منظر جميل او اغنية رقيقة او فلم سينمائي ناجح او مسرحية درامية او كوميدية ، او سماع قطعة موسقية من عازف ماهـر . أجل إنهم دجالون منافقون . إنّ ما يقومون به هو تنفيذ اجندة سياسية ترمي الى حرف المسيرة في العراق والعودة بالشعب العراقي الى المصير الذي خططوا له ، وهو ربط العراق بالعجلة الإسلاموية لرسم خارطة جديدة في المنطقة ، وفق مخطط موزعة ادواره على طاولة المؤسسة الدينية الحاكمة في طهران .
تراهن الأحزاب الإسلامية التي لا زالت تمسك الزمام في العراق في تنفيذ مشروعها الديني المسيّس ، على قطاعات واسعة من البسطاء والأميين الذين يكوّنون نسبة عالية من الشعب العراقي ، ووجدت هذه الأحزاب ضالتها في هذه الدهماء المهملة والمحطمة لتجند في وسطها نواشطاً ضالعين في اشاعة التخدير بألوانه . وبعد ذلك افراغ الجماجم من كل ما يمت بصلة الى التحضر والإنفتاح ، ومن ثم حقنها بأفيون الدين والتعصب المذهبي ، وبالتالي التعكز على قطاع من المضللين ، كرصيد داعم لتوجهات سياسية دينية مؤدلجة ، تصب في مصلحة الأحزاب على حساب مصلحة الوطن .
هكذا تدير هذه الأحزاب مشاريع الهيمنة وهي تساير شعار الديمقراطية الذي تنظر اليه مجرد لافتة ، يتم رفعها متى ما حانت الفرصة ، أي لما يتم الإجهاز كلياً على الآليات الحاملة لهذا المفهوم .
إن اهم ما فازت به هذه القوى الأسلاموية المؤتلفة ، هو النجاح في ملء الفراغ السياسي في العراق فورَ سقوط الدكتاتورية ، واندفاعها بزخم الدعم المستمر من إيران ، لإختراق المجتمع العراقي والإمعان في تمزيق نسيجه ، واقتطاع منه ما امكن وزرع فيه فايروسات تدمير النفوس وتشويه العرف العراقي عند قطاع كبير من المواطنين ، لينقاد مخدوعاً لملىء الشوارع به في مظاهرات مليونية ، تصخب في ردات طائفية وشعارات دينية ، وتحتشد في مناسبات دينية على شكل احتفالات واسعة النطاق ، تلقي كل الدعم من الحكومة المركزية التي دأبت على صرف النظر عن هموم الشعب ما يقارب ربع ايام السنة ، لتدير أداء هذه الشعائر الدينية المسيّسة .
وهذا التجنيد الواضح للجماهير ، لم يكن من اجل تقديس المناسبة بقدر ما هو تمرين دائم في ترويض العقول على التدين المؤدلج ، لتكون السد المنيع بوجه اي انفتاح ، وبنفس الوقت ، تكون الداعم القوي للتحرك الرجعي ضد افكار التنوير والتمدن .
انشغلت هذه الأحزاب وهي تحكم البلاد في الحفاظ على هذا الظهير الجماهيري وارتكست الى اعناقها في اوحال الفساد في عموم المؤسسات ، حتى اصبحت اضحوكة للقاصي والداني ومضرب الأمثال بفسادها ومفسديها . واليوم لا يتشرف بعودتها الى قيادة العراق ، الاّ المرتزقة والمتخمين من الإثراء بطرق خسيسة وغير مشروعة والبسطاء الذين لا زالوا تحت تأثير الأفيون الديني الطائفي .
إن الذين سجلوا ارقاماً قياسية في نهب المال العام وفي الفساد على اشكاله وفي نكث الوعود مع الشعب وتثقيل اكتافه بسقط المتاع من المسؤولين الفاشلين ، هؤلاء لا يستطيعون تبييض وجوههم من خلال الحكومة الجديدة المزمع تشكليها لأربع سنين قادمة . وأن التمادي في تجسيد المفهوم الديني المتخلف في التعامل مع ثوابت التمدن العراقي ، يهز احرار العراق حيثما وجدوا ومعهم احرار العالم .
إذا كانت هذه دولة القانون التي انعشت الأمل عند جماهير الشعب في اخــراج العـراق مـن النفـق المظلــم ، فنحن نرى في تجاوزات مجالس المحافظات التي تنتمي الى دولة القانون ، بأنه نسف لكل ما جاء في مفاهيم وشعارات ( دولة القانون ) وهؤلاء المسؤولون كفروا بالقيم والقانون في هجمة شرسة كبالونات اختبار لتكريس عرف مريض ، تقيم عليه الأحزاب الدينية مستقبل العراق .
هكذا وبكل سهولة جرى القفز من فوق الدستور ، وتناسي وجود البرلمان ، ولا نقول رئاسة الحكومة ، لأن الذين تجرأوا على هكذا اعتداء ، هم مرؤسو دولة رئيس الوزراء رسمياً وحزبياً .
إنها سابقة خطيرة ومفعمة بالقلق ، فكيف يتم السكوت عن هذه الجرائم التى يفاجئنا بها مراؤون موكول اليهم عملية اطفاء اسرجة النور في العراق . فالقوى العراقية الخيرة مدعوة لتحرك مستمر بلا توقف وبكل الوسائل المتاحة ، لفضح هذه التجاوزات ومواصلة الطرق على الغائها ، كونها ليست ارتجالية ومخالفة للقانون فحسب ، بل إنها خرق للنصوص الدستورية التي تكفل حريات المواطنين ، وتجاوز وقح لا نظير له على المعاهد الدراسية والمؤسسات الثقافية وعلى النوادي الإجتماعية وغيرها .
يقتضي بهذا الخصوص اشعار السيد رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئاسة البرلمان ، بأن الشعب العراقي ينتظر تجسيد فعلي لبناء دولة القانون ، وأما إذا ارادوها دولة ( الفالتون ) فتلك مصيبتهم اولاً وبالتالي مصيبة الشعب العراقي اجمع ..!
حمل العديد من الشعراء والموسيقيين العراقيين رسالة العراق الى الدول الأوربية وتعرفت شعوب تلك الدول على قدرات ابناء العراق ، في التعبير عن ثقافتهم وعن حبهم للحرية والتطور . ولنا في ذلك خير مثال في الشاعر الأكبر الجواهري الذي جلجل صوته عبر قصائده العصماء طيلة سنوات الهجر الممض ، وهكذا كان الحال مع الشاعر الكبير (عبدالوهاب البياتي) والموسيقار العراقي منير بشير الذي حمل الموسيقى العراقية الى مسارح الغرب . وفي هذه الأيام نتابع اخبار اعمال مسرحية عراقية يقوم بها شبابنا المغترب في دول اسكندنافية .
فإين يقف جند الظلام الذين ارتهنوا النظام الإيراني وحملوا منه رسالة التخلف والخرف ليتولوا مهمة اطفاء اسرجة الضياء في وطننا العراق ..أين يقف هؤلاء من ما قاله الحكماء والجهابذة بأن " الشعوب تقاس بفنها " و " اعطني خبزاً ومسرحاً اعطيك شعباً مثقفاً " ونحن نقول : كل جميل في الحياة هو موسيقى ، وكل متألق هو فنان فـي حقله . فكلمة الفن لها مدلول واسع وعميق المعنى في جميع مناحي الحياة ، وحتى يمكن القول بأن رجل الدين الفلاني كان فناناً في القاء بحثه الديني او رسالته الدينية . وما معناه كان ذكياً متألقاً ومحاججاً وهلم جرا . إذاً ، الفن يزيّن الصورة والمَشاهـد ويكسبها بعداً ستاتيكياً ، ولايراها مشوهة الا من يعاني من الشوه والشذوذ في خلقه وفي طريقة تفكيره ومروَّض على نظرة التعامي الى الحياة .
وفي ضوء العلاقة العضوية والفطرية بين الفنون وأحاسيس الإنسان ، يكون مرائياً وكاذباً كل من ادعى كره منظر جميل او اغنية رقيقة او فلم سينمائي ناجح او مسرحية درامية او كوميدية ، او سماع قطعة موسقية من عازف ماهـر . أجل إنهم دجالون منافقون . إنّ ما يقومون به هو تنفيذ اجندة سياسية ترمي الى حرف المسيرة في العراق والعودة بالشعب العراقي الى المصير الذي خططوا له ، وهو ربط العراق بالعجلة الإسلاموية لرسم خارطة جديدة في المنطقة ، وفق مخطط موزعة ادواره على طاولة المؤسسة الدينية الحاكمة في طهران .
تراهن الأحزاب الإسلامية التي لا زالت تمسك الزمام في العراق في تنفيذ مشروعها الديني المسيّس ، على قطاعات واسعة من البسطاء والأميين الذين يكوّنون نسبة عالية من الشعب العراقي ، ووجدت هذه الأحزاب ضالتها في هذه الدهماء المهملة والمحطمة لتجند في وسطها نواشطاً ضالعين في اشاعة التخدير بألوانه . وبعد ذلك افراغ الجماجم من كل ما يمت بصلة الى التحضر والإنفتاح ، ومن ثم حقنها بأفيون الدين والتعصب المذهبي ، وبالتالي التعكز على قطاع من المضللين ، كرصيد داعم لتوجهات سياسية دينية مؤدلجة ، تصب في مصلحة الأحزاب على حساب مصلحة الوطن .
هكذا تدير هذه الأحزاب مشاريع الهيمنة وهي تساير شعار الديمقراطية الذي تنظر اليه مجرد لافتة ، يتم رفعها متى ما حانت الفرصة ، أي لما يتم الإجهاز كلياً على الآليات الحاملة لهذا المفهوم .
إن اهم ما فازت به هذه القوى الأسلاموية المؤتلفة ، هو النجاح في ملء الفراغ السياسي في العراق فورَ سقوط الدكتاتورية ، واندفاعها بزخم الدعم المستمر من إيران ، لإختراق المجتمع العراقي والإمعان في تمزيق نسيجه ، واقتطاع منه ما امكن وزرع فيه فايروسات تدمير النفوس وتشويه العرف العراقي عند قطاع كبير من المواطنين ، لينقاد مخدوعاً لملىء الشوارع به في مظاهرات مليونية ، تصخب في ردات طائفية وشعارات دينية ، وتحتشد في مناسبات دينية على شكل احتفالات واسعة النطاق ، تلقي كل الدعم من الحكومة المركزية التي دأبت على صرف النظر عن هموم الشعب ما يقارب ربع ايام السنة ، لتدير أداء هذه الشعائر الدينية المسيّسة .
وهذا التجنيد الواضح للجماهير ، لم يكن من اجل تقديس المناسبة بقدر ما هو تمرين دائم في ترويض العقول على التدين المؤدلج ، لتكون السد المنيع بوجه اي انفتاح ، وبنفس الوقت ، تكون الداعم القوي للتحرك الرجعي ضد افكار التنوير والتمدن .
انشغلت هذه الأحزاب وهي تحكم البلاد في الحفاظ على هذا الظهير الجماهيري وارتكست الى اعناقها في اوحال الفساد في عموم المؤسسات ، حتى اصبحت اضحوكة للقاصي والداني ومضرب الأمثال بفسادها ومفسديها . واليوم لا يتشرف بعودتها الى قيادة العراق ، الاّ المرتزقة والمتخمين من الإثراء بطرق خسيسة وغير مشروعة والبسطاء الذين لا زالوا تحت تأثير الأفيون الديني الطائفي .
إن الذين سجلوا ارقاماً قياسية في نهب المال العام وفي الفساد على اشكاله وفي نكث الوعود مع الشعب وتثقيل اكتافه بسقط المتاع من المسؤولين الفاشلين ، هؤلاء لا يستطيعون تبييض وجوههم من خلال الحكومة الجديدة المزمع تشكليها لأربع سنين قادمة . وأن التمادي في تجسيد المفهوم الديني المتخلف في التعامل مع ثوابت التمدن العراقي ، يهز احرار العراق حيثما وجدوا ومعهم احرار العالم .
إذا كانت هذه دولة القانون التي انعشت الأمل عند جماهير الشعب في اخــراج العـراق مـن النفـق المظلــم ، فنحن نرى في تجاوزات مجالس المحافظات التي تنتمي الى دولة القانون ، بأنه نسف لكل ما جاء في مفاهيم وشعارات ( دولة القانون ) وهؤلاء المسؤولون كفروا بالقيم والقانون في هجمة شرسة كبالونات اختبار لتكريس عرف مريض ، تقيم عليه الأحزاب الدينية مستقبل العراق .
هكذا وبكل سهولة جرى القفز من فوق الدستور ، وتناسي وجود البرلمان ، ولا نقول رئاسة الحكومة ، لأن الذين تجرأوا على هكذا اعتداء ، هم مرؤسو دولة رئيس الوزراء رسمياً وحزبياً .
إنها سابقة خطيرة ومفعمة بالقلق ، فكيف يتم السكوت عن هذه الجرائم التى يفاجئنا بها مراؤون موكول اليهم عملية اطفاء اسرجة النور في العراق . فالقوى العراقية الخيرة مدعوة لتحرك مستمر بلا توقف وبكل الوسائل المتاحة ، لفضح هذه التجاوزات ومواصلة الطرق على الغائها ، كونها ليست ارتجالية ومخالفة للقانون فحسب ، بل إنها خرق للنصوص الدستورية التي تكفل حريات المواطنين ، وتجاوز وقح لا نظير له على المعاهد الدراسية والمؤسسات الثقافية وعلى النوادي الإجتماعية وغيرها .
يقتضي بهذا الخصوص اشعار السيد رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئاسة البرلمان ، بأن الشعب العراقي ينتظر تجسيد فعلي لبناء دولة القانون ، وأما إذا ارادوها دولة ( الفالتون ) فتلك مصيبتهم اولاً وبالتالي مصيبة الشعب العراقي اجمع ..!