الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له...
وأشهد ان لا إله إلا الله وان محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله..
منذ القدم لاحظ الإنسان وسلم بوجود حوادث تبدو غريبه ومختلفة عما اعتاده من ظواهر وذلك بخرقها لقوانين طبيعية كان قد الفها وقد يحدث ذلك عفوياً مثل حالات الأستبصار والرؤية بغير البصر أو ما يسمى بالبصيرة النافذة وهي ما يطلق عليها اسم الظواهر الباراسيكولوجية..
الأستبصار
الأستبصار أو الرؤية بغير البصرclairvoyance وهو ما يمسميه البعض بالبصيرة النافذة
وهي حقيقة لايمكن إنكارها ويمكن اعتبارها ظاهرة من الظواهر الباراسيكولوجية الخارقة وهي منحة يهبها الله لمن يشاء من عباده..
*تعريف الأستبصار:...
نوع من انواع الحاسة السادسة نحصل به على معلومات بدون استخدام الحواس العادية وبدون الأستعانة بعقل شخص آخر وهو من الظواهر الخارقة ومن الملكات المميزة لذى الأنسان الذي يتمتع بمقدرة حسية عظيمة أو ما يدعوه بالحاسة السادسة التي تختلف إلى حد كبير باختلاف الأشخاص... ويمكن القول بأن التخاطر والأستبصارغالباً ما يكونان متلازمان ويصعب الفصل بينهما..
كان هناك فريق من العلماء يؤكد على ان عملية التخاطر هي عملية اتصال مافوق حسي وعن بُعد فإن الأستبصار هو عملية اكثر تعقيداً من التخاطر...
*تعريف أخر للأستبصار:..
القدرة على رؤية كل ما هو خارج مجال البصر وهو إدراك لأشياء وأحداث بعيدة وفي أكثر تجلياته حيوية قد يتضمن رؤى مطوله تحدث في مكان بعيداً جداً وعلى الأغلب تكون صورة عقلية سريعة لحطام قطار أو لمحتويات ظرف مختوم مغلق أو لخطر يزحف باتجاه شخص عزيز وحبيب...
قدرات استبصارية :..
لبعض الأشخاص قدرات استبصارية خارقة سواء في اليقظة أو الحلم وقد اعتبر البعض قدرات الأشخاص على الإستبصار نوع من انواع التنبؤ..
وكان لزاماً أن نعطي للقارئ نماذج من هؤلاء المستبصرين والتي ذكرتها أمهات كتب التاريخ وكتب الباراسيكولوجي وتلك التي تبحث في الروحانيات...
((زرقاء اليمامة))
تروى كتب التاريخ أن زرقاء من بنى جديس من أهل اليمامة.. وهي مضرب المثل في حدة النظر وجودة البصر.. ويقال لها زرقاء اليمامة.. وزرقاء لزرقة عينيها و(جو) اسم اليمامة.
وقالوا انها تبصر الشئ من مسيرة ثلاثة أيام .. وذكروا من أخبارها أن حسان بن تبع الحميرى لما أقبلت جموعه تريد غزو (جديس) رأتهم الزرقاء وأنذرت جديساً فلم يصدقوها .. فاجتاحهم حسان..
وإلى هنا انتهت حكاية زرقاء اليمامة كما روتها كتب التاريخ..
الحقيقة العلمية في قصة زرقاء اليمامة تقول إن ظاهر خارقة وهي ما يطلق عليه في علم الباراسيكولوجي بالأستبصار أو الرؤية عم بُعد..
((سيدنا عمر المتخاطر والمستبصر))
قصة سيدنا عمر بن الخطاب مع سارية بن زنيم توضح ان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان متخاطراً ومستبصراً في آن واحد تقول كتب الاخبار ان سيدنا عمر بن الخطاب كان في خطبة من خطبةثم قطعها صائم أقام المسلمين
ياسارية الجبل .. الجبل... فغمر المسلمين ذهول شامل وتحركت في أنفسهم أسئله شتى في معنى هذه الصيحة الخطابية وقبل أن يستفيق المسلمون من الذهول المفاجئ تابع سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه خطبتة حتى اتى على آخرها...
وبعد الصلاة أندفع إلية نفر من الصحابة والمصلين واستفسروا منه عن معنى صيحته برجل ليس من بين المصلين..
فروى سيدنا عمربن الخطاب رضى الله عنه أنه كان في خطبته فإذا به يرى جبلاً قد سها عنه سارية فخاف ععلى المسلمين وقائدهم من انسلال أعداء الأسلام إليه واتخاذه موقعاً ضد سارية ورجاله .. فكان ماكان..
كان سارية خارج الجزيرة العريبة وعلى مسافة الآلاف من الكيلومترات من عمر ابن الخطاب رضى الله عنه او على مسيرة شهر بالتمام ،وبقي السؤال في أذهان الناس حتى جاء سارية فسئل عن معاركه حتى جاء إلى إحداها فقال بما معناه "بينما كنت في غمرة معركة من المعارك والأشتباك قد اتسع مداه إذ بهاتف يصيح بي قائلاً ..الجبل.. الجبل يا سارية.. فاستدرت يمينا وشمالاً باحثا في الأصل عن مصدر الهاتف فرأيت جبلاً منبعاأ ولم اتردد لحظة في دفع المسلمين إليه واتخاذه حصنا لهم وبالسيطرة عليه فتح الله على المسلمين وهزم أعدائهم"..
وإلى هنا تنتهي قصة سارية الجبل كما روتها كتب التاريخ وسارية هذا هو سارية بن زنيم بن عبد الله جابر الكناني الدئلي كان صحابياً ومن الشعراء القادة الفاتحين وفي الجاهلية كان لصاً كثير الغارات تميز بسرعة الخطى حتى ثيل في وصفه يسبق الفرس عدوا على رجلين ولما ظهر الإسلام أسلم وجعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أميرا على جيش وسيرة الى بلاد فارس سنة 23ه وفتح بلاداً ومنها أصبهان وتوفي عام 30 ه-650م..
وتحليل ما حدث أن سيدنا عمر بن الخطاب كان مستبصراً لدية بصيرة نافذة شاهد المعركة كما لو كان فيها وشاهد الجبل والثغرة التي كان من الممكن أن تحث في صفوف جيوش المسلمين بعث برسالته التخاطرية إلى سارية الذي استطاع التقاطها وتنفيذ ا جاء فيها ....إنه التحليل الصحيح لقصة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه مع سارية الجبل على ضوء علم الباراسيكولوجي...
***************************
فهناك البصيرة النافذة وهناك الأستبصار والرؤية عن بُعد.. وهي كلها مسميات لظاهرة إنسانية خارقة وهي أن يرى الإنسان أشياء لا يستطيع غيره أن يراها بعينه المجردة وتختلف وجهات النظر حول هذه الظاهره وتفسيرها..
والبصيرة أبسط تعريف لها هي رؤية الأشياء نفسها والأحساس بعا دون استعمال البصر..
وكلنا نتذكر الحوار الساخن الذي دار بين رجل دين أعمى البصر (رحمة الله) وبين رئيس دوله كان يهاجمه دائما ذلك الشيخ.. وأثناء الحوار قال رئيس الدولة للشيخ لا تنسى انك اعمى ..فرد عليه الشيخ.. بقوله أنا أعمى البصر ولكنك اعمى البصيرة.. وكان مصير الشيخ هو السجن ثم الأعتقال داخل منزله..
والبصيرة النافذة منحه يهبها الله لمن يشاء من عبادة وهي نوع من انواع الحاسة السادسة وفيها الأستبصار والتنبؤ ويقول الصوفية الإنسان يستطيع ان ويعرف مالا يعرفه الآخرون إذا رُفع عنه الحجاب الذي يحجب القلب ويرى بعض الصوفية أن الألهام والوحي لا يختلفان في طبيعتهما لأن كلا منهما ينبع من القلب بغير صله او علم أو اجتهاد من العبد الصالح..
وفي ذلك يقول الأمام الغزالي رحمة الله ( العلم الذي يصل بطريقة الوحي يسمى العلم النبوي والنفوس القدسية هي التي كملت ذاتها.. وانفصلت عن شهوات الدنيا كما انقطعت عن الفانية وأقبلت بوجهها على الله)..
أي أن البصيرة النافذة من وجهة نظر علماء الدين هي ذاتها ما يسميه علماء الباراسيكولوجي بالأستبصار بكل أبعاده ومشتقاته..
ويقول المولى عز وجل في كتابه العزيز:..
((سنريهم اياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك انه على كل شئ شهيد))
سورة فصلت اية:53
وقال تعالى ::
((لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ))
سورة ق اية:22
الاستبصار ظاهرة من الظواهر الباراسيكولوجية التي خضعت للبحث العلمى والتجريب..
وهناك الكثيرون الذين منحهم الله تلك الخاصية التي تسمى بالبصيرة ويبقى العديد من التساؤلات :: هل الاستبصار خاصية خاصة جداً.. أم أنه من الممكن اكتسابها بالتدريب؟؟
والله الموفق والمستعان
تحياااااتي للجميع
وإن شااء الله الموضوع بنال إعجابكم
نـ ـــور