الحمد لله على نعمائه كلها حمداً يليق بجلال وجه ربنا الأعلى وعظيم سلطانه ..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
إن الله سبحانه وتعالى- هو مطلع على سرائر الصدور ، وما تخفيه القلوب والعيون
كما قال تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور))..
ولذلك يكشف لأوليائه وأحبابه ما تخفيه وجوه وقلوب الأخرين.
فإذا التقيت بشاب يطلب منك شيئاً ما ، فلا بد من أن يؤثر منظره فيك تأثيراً تبني عليه حكمك في أخلاقه وحاله..
فقد يتبادر إلى ذهنك إنه ذكي ألمعي أو كسول خامل أو خفيف الروح أثقيلها أو أحمق أو مريض أو غير ذلك...
ولو سئلت عما حملك على ذلك الحكم .. لقلت خاطر في القلب وذلك لطاعتي لمولاي..
أو تقول:.. انك استطلعت ذلك من شكل عينيه أو حجم رأسه أو ما شابه ذلك.
فمن منا لا يتفق له أن يرى رجلاً فيتوسم فيه الذكاء والفهم وسلامة النية..
وكم نرى من رجال لا نتمالك إذا نظرنا إلى هاماتهم وتكوين جماجمهم عن ان نحكم بشجاعتهم أو جبنهم،
بذكائهم أو عيبهم.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
إن الله سبحانه وتعالى- هو مطلع على سرائر الصدور ، وما تخفيه القلوب والعيون
كما قال تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور))..
ولذلك يكشف لأوليائه وأحبابه ما تخفيه وجوه وقلوب الأخرين.
فإذا التقيت بشاب يطلب منك شيئاً ما ، فلا بد من أن يؤثر منظره فيك تأثيراً تبني عليه حكمك في أخلاقه وحاله..
فقد يتبادر إلى ذهنك إنه ذكي ألمعي أو كسول خامل أو خفيف الروح أثقيلها أو أحمق أو مريض أو غير ذلك...
ولو سئلت عما حملك على ذلك الحكم .. لقلت خاطر في القلب وذلك لطاعتي لمولاي..
أو تقول:.. انك استطلعت ذلك من شكل عينيه أو حجم رأسه أو ما شابه ذلك.
فمن منا لا يتفق له أن يرى رجلاً فيتوسم فيه الذكاء والفهم وسلامة النية..
وكم نرى من رجال لا نتمالك إذا نظرنا إلى هاماتهم وتكوين جماجمهم عن ان نحكم بشجاعتهم أو جبنهم،
بذكائهم أو عيبهم.
(((الفــــــــــــراسه)))
لايستغنى عنه الحاكم في حكمه، والأمير في إمارته، والعالم في علمه، والقاضي في قضائه،
والمدرس في درسه ، والداعي في دعوته، والطالب في مدرسته، والموظف في ديوانه..
معنى الفراسة:..
الفراسة الاسم من قولك (تفرست) فيه خيراً، وهو يتفرس أي يتثبت وينظر.
وقيل هي القدرة على التنبوء يهبها الله لمن يشاء من أوليائه وأصفيائه. وقيل هي معرفة مايكون بالإلهام أو التقدير والظن .
وقيل هي الاستدلال بالخَلَق على الخُلق.
وهناك فرق بين الفراسة بالفتح والكسر:..
*فبكسرها: هي إدراك الأشياء بقوة الذكاء ووفرة الفطنة.!!
*وبفتحها: هي الحذق بركوب الخيل وأمرها.
*وما أجمل أن يجمع المرء بين الفضيلتين معاً ، فيكون فارساً مغواراً شجاعاً.. ومتفرساً في آن واحد..
أنواع الفراسه:
ثلاثه انواع:..
الفراسة الإيمانية:
وسببها: نور يقذفه الله في قلب عبده. يفرق بين الحق والباطل والصادق والكاذب.
وحقيقتها: أنها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده. يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة
وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان. فمن كان أقوى إيماناً فهو أحد فراسة.
قال أبو سعيد الخراز: من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق ، وتكون مواد علمه مع الحق بلا سهو ولا غفلة.
بل حكم حق جرى على لسان عبده.
وقال الواسطي: الفراسة شعاشع انوار لمعت في القلوب، وتمكن معرفة جملة السرائر في الغيوب من غيب إلى غيب،
حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق ، فيتكلم عن ضمير الخلق.
وقال الداراني: الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب، وهي مقامات الإيمان.
وقال أبو جفص النيسابوري: ليس لأحد ان يدعي الفراسة. ولكن يتقي الفراسة من الغير.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اتقوا فراسة المؤمن. فإنه ينظر بنور الله) .
وقال احمد بن عاصم الأنطاكي: إذا جالستم اهل الصدق فجالسوهم بالصدق فإنهم جواسيس القلوب،
يدخلون في قلوبكم ويخرجون من حيث لا تحتسبون..
وأصل هذه الفراسة : من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عبادة، فيحيا القلب بذلك ويستنير،
فلا تكاد فراسته تخطئ ،،
قال تعالى: ( أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) ..
كان ميتا بالكفر والجهل، فأحياه الله بالإيمان والعلم .
وجعل له بالقرآن والإيمان نوراً يستضئ به في الناس على قصد السبيل ويمشي به في الظلم .. والله أعلم.
الفراسة الثانيه::
فراسة الرياضة والجوع ، والسهر والتخلي .
وهذه الفراسة مشتركه بين المؤمن والكافر،، ولا تدل على إيمان ولا على ولاية.
وكثير من الجهال يغتر بها . وللرهبان فيها وقائع معلومة وهي فراسة لاتكشف عن حق نافع ولا عن طريق
مستقيم.
الفراسة الثالثة::
الفراسة الخَلقية. وهي التي صنف الأطباء وغيرهم.
واستدلوا بالخلق على الخُلٌق لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله .
كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل، وبكبره ، وبسعة الصدر ،
وبُعد مابين جانبيه: على سعة خُلق صاحبه. واحتماله وبسطته .
وبضيقه على ضيقه، وبخمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها، وضعف حرارة قلبه .
وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة- وهو شكل- على شجاعته وإقدامه وفطنته.
وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه. وهكذا...
أسباب قوة الفراسة:
1- الإيمان العميق بالله.
2- الإخلاص لله في السر والعلن.
3- الإكثار من ذكر الله.
4- جودة القريحة وقوة الذكاء.
5- صفاء الفكر وحدة الخاطر.
6- طهارة القلب من الشبهات والشهوات.
7- تفريغ القلب من هموم الدنيا.
8- الإبتعاد عن المعاصي والذنوب.
9- الأخلاق الحسنة في الباطن والظاهر.
10- تقوى الله سبحانه وإفراده بالعبادة وحده.
11- حسن الفطنة وسرعة البديهة.
12- ظهور علامات والأدلة على المتفرس فيه.
13- أكل الحلال.
14- غض البصر عن المحارم.
15- تعمير الباطن بالمراقبة والظاهر بإتباع السنة.
16- إنه نور وإلهام قلبي يقذفه الله في قلب من يشاء الله من عباده المؤمنين.
17- الصدق.. فالكاذب لديه عمى وضباب وعدم وضوح الرؤية لنفسه ...فكيف بغيره؟؟
18- حياة القلب ونوره.
وهناك الكثير والكثير ،،،ولكن نقول هي ((مدارك المعاني ومعالم المؤمنين الصادقين))
ونسأل الله أن يجعلنا من عباده المتفكرين المعتبرين المتبصرين.
***معلوم أن فراسة الأنبياء وذكائهم وفطنتهم فوق الفطن فإليكم بعض منها::
((فراسة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة الفطنه لديه))
*عن أبي هريرة قال، قال رجل : يا رسول الله ! إن لي جار يؤذيني فقال : إنطلق وأخرج متاعك إلى الطريق،،
فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه ،فقالوا: ما شأنك؟قال : لي جار يؤذيني ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم، فقال : انطلق واخرج متاعك إلى الطريق، فجعلوا يقولون: اللهم إلعنه اللهم اخزه، فبلغه فأتاه ،
فقال: ارجع إلى منزلك فوالله لا أؤذيك..
*وعن أنس بن مالك قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليستحمله قال: ((أنا حاملك على ولد ناقة))
قال : رسول الله: وما أصنع بولد ناقة؟ قال: (( وهل تلد الإبل الإ النوق))..
((فراسة أبي بكر وفطنته))
عن الحسن قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الناس، فقال : ((إن الله خير عبداً بين الدنيا
وبين ماعنده فاختار ذلك العبد ماعند الله عز وجل )).
قال : فبكى أبو بكر فعجبنا من بكائه أن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا به.
((فراسة عمر))
والله فراسة إمام المتفرسين ، وشيخ المتوسمين: عمر بن الخطاب،رضي الله عنه، الذي لم يكن تخطئ له فراسة..
قال مالك عن يحيى بن سعيد. إن عمر بن الخطاب قال لرجل: ((ماإسمك؟ قال: جمرة. قال: ابن من؟ .قال : ابن
شهاب . قال : ممن؟ . قال : من الحرقة. قال : أين مسكنك؟ قال: بحرة النار: قال: أيها؟ قال: بذات لظى. فقال
عمر: أدرك أهلك، فقد احترقوا)) فكان كما قال.
((فراسة علي بن أبي طالب رضي الله عنه))
عن أبي البحتري جاء رجل إلى علي بن أبي طالب ، فأطراه وكان يبغضه ، فقال له: إني ليس كما تقول وأنا فوق
مافي نفسك.
ان عمر بن الخطاب سأل رجلا: كيف أنت ؟ فقال: ممن يحب الفتنه ، ويكره الحق ، ويشهد على مالم يره فأمر به
إلى السجن، فأمر علي برده. وقال: صدق. قال: كيف صدقته؟ قال: يحب المال والولد .
وقد قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ويكره الموت، وهو حق، ويشهد أن محمداً رسول الله، ولم يره ، فأمر
عمر رضي الله عنه بإطلاقه. وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
************************
((فراسة وذكاء شن))
قال الشرقي بن فطامي : كان شن من دهاء العرب، فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي، فأتزوجها،
فسار حتى لقي رجلاً يريد قرية يريدها شن، فصحبه، فلما انطلقا قال له شن: أتحملني أم أحملك؟
فقال الرجل : ياجاهل، كيف يحمل الراكب الراكب،
فسارا حتى رأيا زرعاً قد استحصد فقال شن: أترى هذا الزرع قد اكل ام لا؟ فقال: ياجاهل ، اما تراه قائماً.
فمراً بجنازة فقال: أترى صاحبها حياً او ميتاً ؟ . فقال: ما رأيت أجهل منك. اتراهم حملوا إلى القبور حياً .
ثم سار به الرجل إلى منزله ، وكانت له ابنة تسمى طبقة،
فقص عليها القصة ، فقالت: اما قوله أتحملني أم أحملك ، فأراد حدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا ،
واما قوله : أترى هذا الزرع قد اكل ام لا ، فأراد باعه أهله فأكلوا ثمنه ام لا ،
وأما قوله في الميت ، فإنه أراد اترك عقباً يحيا به ذكره أم لا ،
فخرج الرجل فحادثه ، ثم أخبره بقول ابنته ، فخطبها إليه فزوجه إياها ،
فحملها إلى أهله ، فلما عرفوا عقلها ودهاءها. قالوا : وافق شن طبقة.
والله المستعان
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك..
دعواتي لكم بدوام الخير
نـــ ــور
والمدرس في درسه ، والداعي في دعوته، والطالب في مدرسته، والموظف في ديوانه..
معنى الفراسة:..
الفراسة الاسم من قولك (تفرست) فيه خيراً، وهو يتفرس أي يتثبت وينظر.
وقيل هي القدرة على التنبوء يهبها الله لمن يشاء من أوليائه وأصفيائه. وقيل هي معرفة مايكون بالإلهام أو التقدير والظن .
وقيل هي الاستدلال بالخَلَق على الخُلق.
وهناك فرق بين الفراسة بالفتح والكسر:..
*فبكسرها: هي إدراك الأشياء بقوة الذكاء ووفرة الفطنة.!!
*وبفتحها: هي الحذق بركوب الخيل وأمرها.
*وما أجمل أن يجمع المرء بين الفضيلتين معاً ، فيكون فارساً مغواراً شجاعاً.. ومتفرساً في آن واحد..
أنواع الفراسه:
ثلاثه انواع:..
الفراسة الإيمانية:
وسببها: نور يقذفه الله في قلب عبده. يفرق بين الحق والباطل والصادق والكاذب.
وحقيقتها: أنها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده. يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة
وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان. فمن كان أقوى إيماناً فهو أحد فراسة.
قال أبو سعيد الخراز: من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق ، وتكون مواد علمه مع الحق بلا سهو ولا غفلة.
بل حكم حق جرى على لسان عبده.
وقال الواسطي: الفراسة شعاشع انوار لمعت في القلوب، وتمكن معرفة جملة السرائر في الغيوب من غيب إلى غيب،
حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق ، فيتكلم عن ضمير الخلق.
وقال الداراني: الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب، وهي مقامات الإيمان.
وقال أبو جفص النيسابوري: ليس لأحد ان يدعي الفراسة. ولكن يتقي الفراسة من الغير.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اتقوا فراسة المؤمن. فإنه ينظر بنور الله) .
وقال احمد بن عاصم الأنطاكي: إذا جالستم اهل الصدق فجالسوهم بالصدق فإنهم جواسيس القلوب،
يدخلون في قلوبكم ويخرجون من حيث لا تحتسبون..
وأصل هذه الفراسة : من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عبادة، فيحيا القلب بذلك ويستنير،
فلا تكاد فراسته تخطئ ،،
قال تعالى: ( أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) ..
كان ميتا بالكفر والجهل، فأحياه الله بالإيمان والعلم .
وجعل له بالقرآن والإيمان نوراً يستضئ به في الناس على قصد السبيل ويمشي به في الظلم .. والله أعلم.
الفراسة الثانيه::
فراسة الرياضة والجوع ، والسهر والتخلي .
وهذه الفراسة مشتركه بين المؤمن والكافر،، ولا تدل على إيمان ولا على ولاية.
وكثير من الجهال يغتر بها . وللرهبان فيها وقائع معلومة وهي فراسة لاتكشف عن حق نافع ولا عن طريق
مستقيم.
الفراسة الثالثة::
الفراسة الخَلقية. وهي التي صنف الأطباء وغيرهم.
واستدلوا بالخلق على الخُلٌق لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله .
كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل، وبكبره ، وبسعة الصدر ،
وبُعد مابين جانبيه: على سعة خُلق صاحبه. واحتماله وبسطته .
وبضيقه على ضيقه، وبخمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها، وضعف حرارة قلبه .
وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة- وهو شكل- على شجاعته وإقدامه وفطنته.
وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه. وهكذا...
أسباب قوة الفراسة:
1- الإيمان العميق بالله.
2- الإخلاص لله في السر والعلن.
3- الإكثار من ذكر الله.
4- جودة القريحة وقوة الذكاء.
5- صفاء الفكر وحدة الخاطر.
6- طهارة القلب من الشبهات والشهوات.
7- تفريغ القلب من هموم الدنيا.
8- الإبتعاد عن المعاصي والذنوب.
9- الأخلاق الحسنة في الباطن والظاهر.
10- تقوى الله سبحانه وإفراده بالعبادة وحده.
11- حسن الفطنة وسرعة البديهة.
12- ظهور علامات والأدلة على المتفرس فيه.
13- أكل الحلال.
14- غض البصر عن المحارم.
15- تعمير الباطن بالمراقبة والظاهر بإتباع السنة.
16- إنه نور وإلهام قلبي يقذفه الله في قلب من يشاء الله من عباده المؤمنين.
17- الصدق.. فالكاذب لديه عمى وضباب وعدم وضوح الرؤية لنفسه ...فكيف بغيره؟؟
18- حياة القلب ونوره.
وهناك الكثير والكثير ،،،ولكن نقول هي ((مدارك المعاني ومعالم المؤمنين الصادقين))
ونسأل الله أن يجعلنا من عباده المتفكرين المعتبرين المتبصرين.
***معلوم أن فراسة الأنبياء وذكائهم وفطنتهم فوق الفطن فإليكم بعض منها::
((فراسة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة الفطنه لديه))
*عن أبي هريرة قال، قال رجل : يا رسول الله ! إن لي جار يؤذيني فقال : إنطلق وأخرج متاعك إلى الطريق،،
فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه ،فقالوا: ما شأنك؟قال : لي جار يؤذيني ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم، فقال : انطلق واخرج متاعك إلى الطريق، فجعلوا يقولون: اللهم إلعنه اللهم اخزه، فبلغه فأتاه ،
فقال: ارجع إلى منزلك فوالله لا أؤذيك..
*وعن أنس بن مالك قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليستحمله قال: ((أنا حاملك على ولد ناقة))
قال : رسول الله: وما أصنع بولد ناقة؟ قال: (( وهل تلد الإبل الإ النوق))..
((فراسة أبي بكر وفطنته))
عن الحسن قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الناس، فقال : ((إن الله خير عبداً بين الدنيا
وبين ماعنده فاختار ذلك العبد ماعند الله عز وجل )).
قال : فبكى أبو بكر فعجبنا من بكائه أن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا به.
((فراسة عمر))
والله فراسة إمام المتفرسين ، وشيخ المتوسمين: عمر بن الخطاب،رضي الله عنه، الذي لم يكن تخطئ له فراسة..
قال مالك عن يحيى بن سعيد. إن عمر بن الخطاب قال لرجل: ((ماإسمك؟ قال: جمرة. قال: ابن من؟ .قال : ابن
شهاب . قال : ممن؟ . قال : من الحرقة. قال : أين مسكنك؟ قال: بحرة النار: قال: أيها؟ قال: بذات لظى. فقال
عمر: أدرك أهلك، فقد احترقوا)) فكان كما قال.
((فراسة علي بن أبي طالب رضي الله عنه))
عن أبي البحتري جاء رجل إلى علي بن أبي طالب ، فأطراه وكان يبغضه ، فقال له: إني ليس كما تقول وأنا فوق
مافي نفسك.
ان عمر بن الخطاب سأل رجلا: كيف أنت ؟ فقال: ممن يحب الفتنه ، ويكره الحق ، ويشهد على مالم يره فأمر به
إلى السجن، فأمر علي برده. وقال: صدق. قال: كيف صدقته؟ قال: يحب المال والولد .
وقد قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ويكره الموت، وهو حق، ويشهد أن محمداً رسول الله، ولم يره ، فأمر
عمر رضي الله عنه بإطلاقه. وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
************************
((فراسة وذكاء شن))
قال الشرقي بن فطامي : كان شن من دهاء العرب، فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي، فأتزوجها،
فسار حتى لقي رجلاً يريد قرية يريدها شن، فصحبه، فلما انطلقا قال له شن: أتحملني أم أحملك؟
فقال الرجل : ياجاهل، كيف يحمل الراكب الراكب،
فسارا حتى رأيا زرعاً قد استحصد فقال شن: أترى هذا الزرع قد اكل ام لا؟ فقال: ياجاهل ، اما تراه قائماً.
فمراً بجنازة فقال: أترى صاحبها حياً او ميتاً ؟ . فقال: ما رأيت أجهل منك. اتراهم حملوا إلى القبور حياً .
ثم سار به الرجل إلى منزله ، وكانت له ابنة تسمى طبقة،
فقص عليها القصة ، فقالت: اما قوله أتحملني أم أحملك ، فأراد حدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا ،
واما قوله : أترى هذا الزرع قد اكل ام لا ، فأراد باعه أهله فأكلوا ثمنه ام لا ،
وأما قوله في الميت ، فإنه أراد اترك عقباً يحيا به ذكره أم لا ،
فخرج الرجل فحادثه ، ثم أخبره بقول ابنته ، فخطبها إليه فزوجه إياها ،
فحملها إلى أهله ، فلما عرفوا عقلها ودهاءها. قالوا : وافق شن طبقة.
والله المستعان
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك..
دعواتي لكم بدوام الخير
نـــ ــور