انا شاب في الرابعة والثلاثين من عمري كغيري من الشباب اعجبت بفتاة فتقدمت لخطبتها ورحب بي اهلها وتمت الخطبة .. ومضت سنة من اجمل سنوات عمري على الاطلاق احببت خلالها خطيبتي واحببتني ونحن اناس بسطا لانجيد التعبير عن الحب بالكلام، وبعد سنة على خطبتنا تعرضت حبيبتي لحادث مؤلم حيث سقطت من الدور الثاني في المنزل واصيبت بكسر بالعمود الفقري بمنطقة الصدر ادى الى شلل نصفي، ونقلناها بسيارة الاسعاف الى اقرب مستشفى ،وبعد ساعات قضتها فيه حولونا الى مستشفى الجامعة،وفي هذا المستشفى قضت حبيبتي اربعة اشهر مرت علينا كاربعة قرون، كنت اموت خلالها كلما تألمت واشعر بالذنب لانني لا استطيع ان اخفف عنها الامها وبعد هذه الفترة الطويلة الغى الجراحون الجراحة التي كانت مقررة لها بعد ان كانوا قد طلبوا منا توفير الشرائح والمسامير اللازمة لها واستبدلوها بحزام ضاغط للفقرات واخرجوها من المستشفى دون اي تدخل جراحي واعدناها الى البيت في سيارة اسعاف لانها لاتستطيع الجلوس في سيارة عادية واخذنا الاشعات الخاصة انا ووالدها وذهبنا بها الى اكبر اطباء المخ والاعصاب في الاسكندرية حيث نقيم ثم في القاهرة الى ان هدانا الله سبحانه وتعالى الى طبيب كبير بالقاهرة قرر ان يجري لها جراحة بمستشفى بنها العام ونقلناها من الاسكندرية الى بنها وكانت رحلة السفر رحلة عذاب والم ودموع لحبيبتي وفي هذا المستشفى قضت قرة عيني سبعة اشهر بين فحوص واشعات وتحليلات واجريت لها العملية منذ 3 سنوات ولازمت بعدها الفراش حتى الان وبالكاد تستطيع الجلوس فقط ولقد رضينا بما قسمه لنا الله عز وجل ولانني احبها ولا استطيع ان اعيش بدونها فلقد اسرعت بعقد قراني عليها في مايو عام 2000 وكنت اسعد انسان على وجه الارض وانا ارى حبيبتي وهي في كامل زينتها وابتسامتها الجميلة تملأ وجهها بالرغم من كل هذه الاحداث المؤلمة وحمدت الله ان كان وجودي في حياة هذه الانسانة سببا لاسعادها واقسم لك بالله العظيم صادقا انهم لو كانوا قد طلبوا منى كل عمري لكي تعود حبيبتي الى سابق عهدها لقدمته لها عن طيب خاطر ولقد تقدمت لمحافظة الاسكندرية بطلب للحصول على شقة من شقق الشباب المتزوجين حديثا في سبتمبر عام 2000 والى الان لم احصل على هذه الشقة ونحن قد صرفنا كل ما ادخرته من عملي كبائع في محل بويات في فترة الخطبة وبعنا كل ثمين لدينا لمواصلة العلاج حتى شبكتها قمنا ببيعها من اجل العلاج كما اجلت اختها الصغرى زواجها اكثر من مرة لترعى اختها.. وبعد طول الصبر حددوا موعد زواجها بعد شهرين ثم لابد من ان تتزوج وتنتقل الى بيت زوجها وتصبح حبيبتي وحيدة بغير من يرعاها حيث ان والدتها متوفية ووالدها عمره 63 سنة واخاها الذي كان يساعدني في علاجها توفاه الله منذ سبعة اشهر رحمه الله ولست استطيع ان اتركها لكل هذه الآلام وحدها وقد عاهدتها امام الله عز وجل الا اتركها الا بالموت والا يفرق بيننا شيء او احد مهما حدث لنا من احداث وكل ما اطلبه منك هو ان توجه كلمة الى المسؤولين بمحافظة الاسكندرية لكي يعجلوا تسليمنا الشقة لاستطيع الزواج فيها ونقل حبيبتي اليها ولسوف يساعدني الله على رعايتها ومتابعة العلاج الطبيعي الذي تحتاج اليه يوميا واشكرك مقدما واعتذر لك من عدم اجادتي الكتابة لانني عامل بسيط.
ولكاتب هذه الرسالة اقول: بل كتبت اجمل رسالة تلقيتها خلال الفترة الاخيرة بالرغم من احداثها المؤلمة وبمداد الصدق الانساني والفطرة السليمة الطيبة فاذا كانت رسالتك قد خلت من العبارات المنمقة والتعبيرات البارعة فلقد حفلت بما هو اهم من كل ذلك وهو ارق المعاني الانسانية وانبل الاحاسيس وفاح منها عبير الحب والاخلاص والشهامة والرجولة والواجب الانساني.
اتدري ماهو اروع ما في هذه القصة المحزنة؟
انه ليس فقط في شهامتك التي لا خلاف عليها ولا في وفائك لهذه الفتاة واخلاصك لها وتضحيتك من اجلها وانما في شيء ابلغ من كل ذلك وابعد غورا.. هو انك قد تعاملت مع التطورات التي طرأت على الحالة الصحية لخطيبتك وباعتبارها قدرا مقدورا لايتوقف الانسان امامه لحظة واحدة ليناقشه او يتردد امامه او يجري بشأنه حسابات الربح والخسارة انما احتواء اثاره وتحجيم اضراره والتواؤم معه وهكذا فعلت انت وكان اخلاصك لفتاتك وحفاظك على عهد الوفاء معها مسألة غير مطروحة للنقاش ولا قابلة للمراجعة او اعادة التفكير فيها الاصل وهذا هو الحب العظيم الذي لايحتاج حقا الى بلاغة البلغاء للتعبير عنه بالكلمات لانه يعبر عن نفسه وعن كل المعاني الانسانية النبيلة بغير كلام ولا يحتاج الى الاطالة والاطناب في الحديث عنه.
ولقد ذكرني ماقلته من انك كنت تشعر بالذنب لعجزك عن ان تخفف عن حبيبتك آلامها بما كتبه الروائي الاميركي الشهير ارنست هيمنجواي في قصته المعروفة باسم القرية الهندية عن الزوج الذي ذبح نفسه لان ماشعر به من ألم لعذاب زوجته خلال الولادة كان فوق مايستطيع احتماله وهكذا قد يحاسب بعض المحبين انفسهم احيانا عما لايتحملون مسؤوليته اذا اشتد بهم اشفاقهم على من يحبون مما يكابدون من آلام قاسية.. فهنيئا لك هذا الحب العظيم الذي يملأ جوانحك لفتاتك الطيبة وهذه الفطرة الصادقة النقية من شوائب الادعاء والانانية وارجو ان يخفف هذا الحب الكبير عن فتاتك المبتلاة باقدارها بعض الامها ويأخذ بيدها الى طريق الشفاء والسعادة بإذن الله.
فتى الشٍـــام
ولكاتب هذه الرسالة اقول: بل كتبت اجمل رسالة تلقيتها خلال الفترة الاخيرة بالرغم من احداثها المؤلمة وبمداد الصدق الانساني والفطرة السليمة الطيبة فاذا كانت رسالتك قد خلت من العبارات المنمقة والتعبيرات البارعة فلقد حفلت بما هو اهم من كل ذلك وهو ارق المعاني الانسانية وانبل الاحاسيس وفاح منها عبير الحب والاخلاص والشهامة والرجولة والواجب الانساني.
اتدري ماهو اروع ما في هذه القصة المحزنة؟
انه ليس فقط في شهامتك التي لا خلاف عليها ولا في وفائك لهذه الفتاة واخلاصك لها وتضحيتك من اجلها وانما في شيء ابلغ من كل ذلك وابعد غورا.. هو انك قد تعاملت مع التطورات التي طرأت على الحالة الصحية لخطيبتك وباعتبارها قدرا مقدورا لايتوقف الانسان امامه لحظة واحدة ليناقشه او يتردد امامه او يجري بشأنه حسابات الربح والخسارة انما احتواء اثاره وتحجيم اضراره والتواؤم معه وهكذا فعلت انت وكان اخلاصك لفتاتك وحفاظك على عهد الوفاء معها مسألة غير مطروحة للنقاش ولا قابلة للمراجعة او اعادة التفكير فيها الاصل وهذا هو الحب العظيم الذي لايحتاج حقا الى بلاغة البلغاء للتعبير عنه بالكلمات لانه يعبر عن نفسه وعن كل المعاني الانسانية النبيلة بغير كلام ولا يحتاج الى الاطالة والاطناب في الحديث عنه.
ولقد ذكرني ماقلته من انك كنت تشعر بالذنب لعجزك عن ان تخفف عن حبيبتك آلامها بما كتبه الروائي الاميركي الشهير ارنست هيمنجواي في قصته المعروفة باسم القرية الهندية عن الزوج الذي ذبح نفسه لان ماشعر به من ألم لعذاب زوجته خلال الولادة كان فوق مايستطيع احتماله وهكذا قد يحاسب بعض المحبين انفسهم احيانا عما لايتحملون مسؤوليته اذا اشتد بهم اشفاقهم على من يحبون مما يكابدون من آلام قاسية.. فهنيئا لك هذا الحب العظيم الذي يملأ جوانحك لفتاتك الطيبة وهذه الفطرة الصادقة النقية من شوائب الادعاء والانانية وارجو ان يخفف هذا الحب الكبير عن فتاتك المبتلاة باقدارها بعض الامها ويأخذ بيدها الى طريق الشفاء والسعادة بإذن الله.
فتى الشٍـــام