سجلت منظمات المجتمع المدني العراقي نشاطا ملحوظا في الاونة الاخيرة. تمثل هذا النشاط في كسبها الدعوى التي اقيمت ضد البرلمان بهدف انهاء الجلسة المفتوحة واستئناف جلساته المعلقة منذ اكثر من اربعة شهور . ماهو مفاجئ في الامر هو ردة فعل الكتل السياسية التي سارعت الى الترحيب بقرار المحكمة الاتحادية التي اصدرت حكمها لصالح منظمات المجتمع المدني وبعض رجال القانون. ليس هذا فقط فان فرحها هذا بلغ حدودا لم نكن نعرفها من قبل عندما اجمعت هذه المرة على كون الجلسة المفتوحة لم تكن اكثر من بدعة .. ومثلما تعرفون فان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. اذن لابد من ان يستعجل قسم من النواب الدعوة الى عقد الجلسة غير المفتوحة في غضون اسبوعين لكي يتخلصوا من هذا الذنب العظيم بينما اثر اخرون الذهاب الى الحج للتكفير عن ذنوبهم السابقة واللاحقة بمن في ذلك رواتبهم التي تقاضوها طوال الشهور السبعة الماضية والتي زادت على الـ 81 مليار دينار عراقي بينما لم يكلفوا انفسهم سوى حضور جلسة ترديد القسم والتي استغرقت 18 دقيقة. الان وبعد ان (اعطت) منظمات المجتمع المدني (العين الحمراء) لزعماء الكتل السياسية فرضخوا للامر الواقع فانها وعلى مايبدو تستعد لجولة قادمة مع رواتب وامتيازات السادة النواب هذه المرة. ومما يعطي ثقلا اضافيا لمثل هذا التحرك الجديد هو دخول العديد من رجال الدين بل حتى ممثلي المرجعية الدينية العليا خلال صلوات الجمعة مؤخرا على خط النقد العنيف لمثل هذه الرواتب والامتيازات التي يحصل عليها نواب الشعب بينما لم يكلف احد منهم نفسه ولو بزيارة واحد لدائرته الانتخابية حتى ولو من باب ذر الرماد في العيون. بعض النواب بداوا يتذاكون على الشعب وعلى وسائل الاعلام وذلك بطرح انفسهم بوصفهم مادة دسمة للارهاب. فبين فترة واخرى يطلع علينا بعض السادة النواب الجدد بما يفيد تعرضهم الى محاولة اغتيال بعبوة لاصقة مرة او ناسفة مرة اخرى او حتى سيارة مفخخة يقودها انتحاري . لكن العناية الالهية تتكفل دائما بنجاتهم من كيد الارهابيين!! لكن الامور لم تقف عند هذه الحدود المعقولة. فهناك ماليس معقولا او عقلانيا او منطقيا في القضية. فهناك بعد ماورائي او ميتافيزيقي او خوارقي او لاشعوري او تنجيمي. فالعديد من السادة النواب الجدد واقول الجدد لان النواب القدامى تحولوا الى قياديين في كتلهم مع ان 90% من اسباب تدهور كتلهم التي خسرت عشرات من مقاعدها تعود الى قيادتهم الحكيمة ايام كانوا نوابا لايشق لهم غبار. اقول النواب الجدد من الذين تحولوا الى منجمين مع سبق الاصرار والترصد. فمثلما يعرف الجميع ان ازمة تشكيل الحكومة مستمرة منذ ثمانية شهور فاننا ومنذ ثمانية شهور نكاد نقرا او نشاهد او نسمع يوميا تصريحات لنائب جديد في هذه الكتلة او تلك يعلن انه يتوقع حسم مسالة الرئاسات الثلاث منتصف الاسبوع المقبل. او ان الايام القليلة المقبلة ستشهد انفراجا في ازمة تشكيل الحكومة. او ان الامور وصلت الى خواتيمها وما على الكتلة الفلانية او العلانية الا ان تقرر ماتراه مناسبا في اختيار مايحلوا لها من مناصب سيادية على الرغم ـ والكلام للسيد النائب ـ ان المناصب السيادية حسم امرها لصالح فلان وعلان ولازيادة لمستزيد حتى لو طالب هذا الطرف او ذاك بستين ارنب مقابل الغزال الواحد. المشكلة ان المنجمين الذين قيل عنهم (كذب المنجمون ولو صدقوا) كثيرا ما يفاجئوننا بمعلومات ذات قيمة (قشمرية) عالية واحيانا تشكل صدمة او مفاجاة فان (تنجيم) نوابنا الجدد لاينطبق عليه حتى القول الماثور .. يغرد خارج السرب بل ينطبق عليه وبنجاح ساحق القول غير الماثور .. يثرد بصف اللكن!!
نواب ام منجمون ؟
السكون- عضو فضي
- الجنسِْ~ :
smsَ ]َِِ~ْ :
عدد المساهمات : 178
تاريخ التسجيل : 19/08/2010
- مساهمة رقم 1